{ حملة حمص المنسية من مؤسسات الثورة }
يكتب الشيخ أسامة العكاري على موقع حركة تحرير حمص :
( لن يثنينا التهميش .. متواجدون على الثغور)
صرخةٌ أطلقها من ذاق ظلم النظام البائد فتكاتفت الجهود وتعانقت الأرواح حتى أصبحت الصرخة واحدة في كل محافظة حمص ريفاً ومدينة ، وأصبح الدم واحداً من حدود طرطوس حتى حدود دمشق وصولاً إلى حدود العراق ، فقامت حمص الأبية ونفضت غبار الذل والهوان عن نفسها وصرخت بأعلى صوتها لا نريد نظاما مستبداً ولو كان الثمن أرواحنا ،وفعلاً دفع أهل حمص وريفها الثمن ، وكان الثمن كبيراً جداً ومالم يكن متوقعا فقد حصل !! الاغتصاب ، والقتل الجماعي ، وهدم البيوت ، وقتل المدنيين والأطفال وتهجيرهم ، ومع كل ذلك صمد أهل البطولة والإباء ،أهل الشهامة والرجولة ، وكانوا يوفون بما يعدون فعندما قالوا لكل المحافظات (نحن معكم حتى الموت ) فقد صبروا حتى الموت ، وللأسف نرى أن هناك الكثير من الذين ركبوا أمواج الثورة تجاهلوا أهل حمص ، وأرادوا من حمص أن تكون مكانا للمساومات ، فتارة يرفعون الوتيرة ، وتارة يُخفضونها حتى وصل بهم الأمر أخيرا إلى نسيان حمص ، وإذا ذكرت أمامهم جعلوا أنفسهم صماً عنها . إن حمص مدينة ابن الوليد ومدينة الخير والثبات ، إن تنازلتم عنها فلن يتنازل عنها أهلها ، ومن رابط على ثغورها… إن تنازلتم عنها فلن يتنازل عنها أبناء شهدائها… نعم تنازلتم عنها عندما رضيتم أن تجلسوا باجتماعات ولم يكن هناك من يمثل حمص التي ضحت ولا تزال . وقدمتم تنازلات عن حمص عندما رضيتم أن تغيب حمص التي وصلتم بسببها إلى اجتماعاتكم .
سأقص عليكم كيف بدأت تنازلاتكم من واقع أليم ومرير؛ بدأتم أيها الساسة العظام عندما حوصر أهل حمص وريفها ولم تفعلوا لهم شيئاً . ماذا فعلتم عندما حوصر الريف الغربي لحمص ، ثلاث سنوات والحصار على قلعة الحصن لا ماء ولا كهرباء وطعامهم حشائش الأرض ، فأرونا ماذا قدمتم ؟ وعندما قرروا الانسحاب من قلعة الحصن مع الأطفال والنساء والشيوخ ، وكان السبب الرئيسي للانسحاب هو تجاهلهم ونسيانهم بشكل كامل بعدما تجاهلتم نداءات قادتهم ، فقرروا الحفاظ على أرواح الأطفال والنساء وكان الانسحاب والسير على الأقدام مسافة 15 كيلو متراً من قلعة الحصن وصولاً إلى لبنان ، مقتحمين حاجزا وراء حاجز للنظام ، ووقعوا بثمانية كمائن ، حتى وصلوا إلى الأراضي اللبنانية وقد قتل 23 منهم، وأصيب 42 .
السؤال ماذا قدمتم لهم ؟ هل ذنبهم أنهم من حمص .؟! هل ذنبهم أنهم قاوموا النظام وميليشياته؟!
تجاهلتم دماء الشهداء في ريف حمص الغربي ، وتجاهلتم صرخات اليتامى ، وتتجاهلون اليوم الأم الكبرى لريف حمص ،وهي “حمص كاملة”.
لكننا نعدكم أننا سنبقى شوكة بعين كل من يريد بحمص سوء ، فما زالت نساء حمص تلد الرجال، ومازال أبناء حمص موجودون على كامل التراب السوري، وننتفض عليكم كما انتفضنا على أعتى نظام بالعالم اذا قصدتم أن تتجاهلوا حمص ، فإننا نقول لكم إن حمص عاصمة الثورة وستبقى كماهي .